انتظر الكثير من أفراد الشعب المغربي خطاب الملك محمد السادس بفارغ الصبر، وللأسف الشديد، علّق الكثير منهم آمالاً كثيرة على الخطاب. والغريب في الأمر أن حتى الساسة والنخبة انتظروا خطاب الملك لاعتقادهم الراسخ بأنه قد يسحب الثقة من الحكومة والبرلمان على حد سواء، وذلك بعد خروج "جيل زد" إلى الشارع.
ويبدو أن الأمر يبدو ساذجًا أن يتدخل الملك ويعفي الحكومة من مهامها لأنها، كما يروج، سبب في خراب المنظومة الصحية والتعليم.
لست من المؤيدين لحكومة عزيز أخنوش والحكومة التي قبلها، ولست "أطرشًا في زفاف" لم أسمع من خطاب الملك شيئًا. بل كنت متأكدًا من أن الملك سينتصر للدستور وللديمقراطية.
لأن إعفاء الحكومة قبل عام من الانتخابات يُعد ضربة موجعة للديمقراطية ويرسل رسائل خاطئة لكل من لم يرقْه عمل أي حكومة بأن الحل هو اللجوء إلى الشارع، وبالتالي تفقد العملية السياسية برمتها جدواها.
لذلك، لم يُشر خطاب الملك أساسًا للمظاهرات، وذلك لأنه يقود مملكة قوية دستوريًا ووجوديًا، وآليات التغيير لها مكانها وزمانها.
وبناءً على ذلك، فإن مباراة "كسر العظام" بين الحكومة و"جيل زد" ستستمر، لكن موازين القوى انقلبت، لأن التحكيم الملكي جاء بمثابة انتصار للعمل السياسي الديمقراطي والمؤسساتي.
بقلم/ يوسف بوجوال