في سنوات ماضية كنا نشعر بالعار حينما فتح المغرب مكتبا للعلاقات المغربية الاسرائيلية على استحياء من المغاربة وعلى الرغم من ان الملك الراحل الحسن الثاني كانت يده طويلة ولايخاف من معارضيه لكنه كان يستحي لاعتباره رئيسا للجنة القدس ولم يكن الوهن قداصاب الامة العربية اذ على الرغم من الخلافات العربية كانت فلسطين توحدهم ولاشك ان معاهدة كامب ديفد التي ابرمها الرئيس المصري الراحل انور السادات مع اسرائيل كانت هي القشة التي قسمت ظهرالبعير وبالتالي اعتبرت بداية الفرقة بين العرب لذلك ما تلاها بعد ذلك عبارة عن انتكاسات متتالية حتى وصل الامر الى التهافت التام الى التطبيع مع اسرائيل بداية بمعاهدة مدريد بين السلطة الفلسطينية واسرائيل واتفاق غزة اريحا اولا و معاهدة السلام مع الاردن
مايهمنا في الامر هو ان اسرائيل استطاعت ان تكسب جولاتمتتالية من الصراع وحاولت فرض الامرالواقع تارة بالترهيب الحرب على غزة وعلى لبنان وتارة بالترغيب كالاتفاقيات التجارية الضخمة التي تبرمها في افريقيا وبالتالي استطاعت اسرائيل ان تقسم ظهرالوطن العربي حيث اصبح قليل من العرب هم من يرى في اسرائيل عدوا اوحدا و للعرب ناهيك عن الانقلابات على الشرعية الديقراطية في مصر التي خلفت نوعا من العنصرية الخطيرة التي تحابي اسرائيل على اهل غزة بل تامراسرائيل بقصف واحراق الابرياء من اهل غزة ناهيك عن التقاط الصور مع الصهاينة كل هذه المعطيات تعطينا الخبر اليقين بان اسرائيل كسبت جل معاركها مع العرب والمغرب الذي كان يعد حصنا من الحصون المنيعة على اسرائيل على الاقل علنا فتح برلمانه الباب على مصراعيه واستقبل مجرم الحرب بيريز وزير الجيش الاسرائيلي الاسبق من هنا يبدو ان البرلمان المغربي لايمثل اطلاقا ارادة الشعب المغربي لان اغلب شرائح الشعب المغربي لاتريد التطبيع مع اسرائيل لذلك وجب طرح سؤال كبير من هي الجهة التي سمحت للصهاينة اقتحام البرلمان المغربي وماهو موقف الحزب المفروض انه يشترك في الحكم في المغرب ويحمل ايديولوجية اسلامية وكم هي حجم الخسائر الذي سيجنيها حزب العدالة والتنمية من وراء هذا الحدث وماهو موقف الشعب المغربي من هذه التناقضات اشئلة ننتظر الجواب عليها في الايام المقبلة لان السكوت في هذه المناسبات سيطرح اكثر من علامة الاستفهام
يوسف بوجوال
كاتب صحافي