في حقيقة الامر اصبحت خطابات الملك محمد السادس في كل المناسبات تشغل الراي العام ومواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا في السنوات القليلة الماضية كما ان احداث الريف وما واكبها من اعتقالات قيل في شانها الكثير لكن المؤسف في الامر انه في المغرب مازالت النخبة السياسية التي ينتظر منها الشعب المغربي او بعض الشعب المغربي الكثير مازالت تسبح في توقعات لايمكنها الا ان تقود المغرب الى مراهقة سياسية اوفي احسن الاحوال الى سنوات الرصاص عندما يلمح الكل ويتوقع الكل مضامين الخطاب الملكي فان شخصية الملك ستصبح في مهب الريح بل ستصبح الحياة السياسية في المغرب على كف عفريت لعدة اعتبارات
اولا الملك محمد السادس من خلال خطاباته يرسم خارطة طريق للحياة السياسية ويلمح ويصرح بالواضح ويكشف الاختلالات التي تمر بها وهو حينما قال انه فقد الثقة في بعض السياسين فهي رسالة واضحة للشعب المغربي قاطبة وللسياسين خاصة وذلك لكي يساهموا في تحسين هذا المناخ السيء وليس كما ظن البعض خطا اوجهلا بان الملك سيقوم بحل البرلمان ويقصي رئيس الحكومة بل كما تمنى البعض حقداعلى بعض الاحزاب السياسينةوالملك محمد السادس لم يفعل ذلك احتراما لما تبقى من كرامة المواطن المغربي الذي يعشق العودة الى المربع الاول
ثانيا الملك محمد السادس قد افاض في خطابه السابق في شرحه للداء الذي ينخر المغرب وانه لايحب التكرار لذلك فكل من توقع ان الملك سيكرراوانه سيعاقب
التي طالما تغنى بها المغاربة ويسجن كل من تورط في الفساد فان ذلك هو العبث بعينه لان الملك ان فعل ذلك فانه سيحجر على الحرية والديمقراطية
ثالثا كل من توقع ان الملك سيعفو من خلال خطابه عن معتقلي حراك الريف فهو اما تحركه العاطفة وهذا امر مقبول من الناحية الانسانية اوتحركه حسابات سياسية ضيقة جدا لان الملك وبما يخوله له الدستور له الحق في العفوولكن بحدود اقرها هو شخصيا الاتكون ايدي المعفو عنهم ملطخة بالدماء والاتمس من خلالهم المصلحة العليا للوطن اما عن معتقلي مايسمى بحراك الريف فهناك محكمة هي المخول لها البث في هذا الموضوع
الملك محمد السادس لم يخالف كل التوقعات في خطابه بمناسبة عيد الشباب بل سار على النهج الذي رسمه مند توليه عرش المملكة وانما كثيرمن السياسين زاغت اعينهم وانحرفت على الحقيقة فاصبحت متمنياتهم كاحلام اليقظة التي تكرس عدم نضج المشهد السياسي في المغرب
امافيما يخص ربط البعض العفو عن معتقلي الحسيمة بالديمقراطية فهو حق يراد به باطل كما جاء في تصريحات السيدة الرياضي
لان هذا التصريح فهو انقلاب واضح على الديمقراطية المتعارف عليها دوليا وهي في هذاالاطار المحكمة اما عن التهديدات الضمنية التي يحملها كلامها فهي غير مقبولة اطلاقا
اطلق خطاب الملك محمد السادس رصاصة الرحمة لكل من تشبت ببصيص من الامل او من ينتظر معجزات من السماء لحل الوضع في المغرب فحين ظن الكل انه سيتعرض للوضع الداخلي اتجه بعين متبصرة الى افريقيا ورد على المشككين في سياسة المملكة في اتجاه افريقيا وهو بذلك ضرب عدة عصافير بحجر واحد
اولا اكد ان جل افراد الشعب المغربي بمختلف شرائحة لم يفهم بعد خطابات الملك
ثانيا اصدر عفوه عن السلفية الجهادية وهي خطوة محسوبة تتجلى في وضع النقاط على الحروف وتحقيق العدالة رغم تاخرها
ثالثا قفزعن الوضع الداخلي الذي يتحمل فيه بعض فئات الشعب المغربي والسياسين المسؤولية وهي رسالة مفادها ان الملك لن يحل جميع مشاكل الشعب المغربي بمفرده
يوسف بوجوال
كاتب صحافي مختص في شؤون الهجرة