خطاب الملك في عيد الشباب بين التوقعات واحلام اليقظة

By: بوجوال يوسف
Aug 21 2017
204

في حقيقة الامر اصبحت خطابات الملك محمد السادس في كل المناسبات تشغل الراي العام ومواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا في السنوات القليلة الماضية كما ان احداث  الريف وما واكبها من اعتقالات قيل في شانها الكثير لكن المؤسف في الامر انه في المغرب مازالت النخبة السياسية التي ينتظر منها الشعب المغربي او بعض الشعب المغربي الكثير مازالت تسبح في توقعات لايمكنها الا ان تقود المغرب الى مراهقة سياسية اوفي احسن الاحوال الى سنوات الرصاص عندما يلمح الكل ويتوقع الكل مضامين الخطاب الملكي فان شخصية الملك ستصبح في مهب الريح بل ستصبح الحياة السياسية في المغرب على كف عفريت لعدة اعتبارات

اولا الملك محمد السادس من خلال خطاباته يرسم خارطة طريق للحياة السياسية ويلمح ويصرح بالواضح ويكشف الاختلالات التي تمر بها وهو حينما قال انه فقد الثقة في بعض السياسين فهي رسالة واضحة للشعب المغربي قاطبة وللسياسين خاصة وذلك لكي يساهموا في تحسين هذا المناخ السيء وليس كما ظن البعض خطا اوجهلا بان الملك سيقوم بحل البرلمان ويقصي رئيس الحكومة بل كما تمنى البعض حقداعلى بعض الاحزاب السياسينةوالملك محمد السادس لم يفعل ذلك احتراما لما تبقى من كرامة المواطن المغربي الذي يعشق العودة الى المربع الاول

ثانيا الملك محمد السادس قد افاض في خطابه السابق في شرحه للداء الذي ينخر المغرب وانه لايحب التكرار لذلك فكل من توقع ان الملك سيكرراوانه سيعاقب 

 التي طالما تغنى بها المغاربة ويسجن كل من تورط في الفساد فان ذلك هو العبث بعينه لان الملك ان فعل ذلك فانه سيحجر على الحرية والديمقراطية

ثالثا كل من توقع ان الملك سيعفو من خلال خطابه عن معتقلي حراك الريف فهو اما تحركه العاطفة وهذا امر مقبول من الناحية الانسانية اوتحركه حسابات سياسية ضيقة جدا لان الملك وبما يخوله له الدستور له الحق في العفوولكن بحدود اقرها هو شخصيا الاتكون ايدي المعفو عنهم ملطخة بالدماء والاتمس من خلالهم المصلحة العليا للوطن اما عن معتقلي مايسمى بحراك الريف فهناك محكمة هي المخول لها البث في هذا الموضوع

الملك محمد السادس لم يخالف كل التوقعات في خطابه بمناسبة عيد الشباب بل سار على النهج الذي رسمه مند توليه عرش المملكة وانما كثيرمن السياسين زاغت اعينهم وانحرفت على الحقيقة فاصبحت متمنياتهم كاحلام اليقظة التي تكرس عدم نضج المشهد السياسي في المغرب

امافيما يخص ربط البعض العفو عن معتقلي الحسيمة بالديمقراطية فهو حق يراد به باطل كما جاء في تصريحات السيدة  الرياضي 

  لان هذا التصريح فهو انقلاب واضح على الديمقراطية المتعارف عليها دوليا وهي في هذاالاطار المحكمة اما عن التهديدات الضمنية التي يحملها كلامها فهي غير مقبولة اطلاقا

اطلق  خطاب الملك محمد السادس رصاصة الرحمة لكل من تشبت ببصيص من الامل او من ينتظر معجزات من السماء لحل الوضع في المغرب فحين ظن الكل انه سيتعرض للوضع الداخلي اتجه بعين متبصرة الى افريقيا ورد على المشككين في سياسة المملكة في اتجاه افريقيا وهو بذلك ضرب عدة عصافير بحجر واحد

اولا اكد ان جل افراد الشعب المغربي بمختلف شرائحة لم يفهم بعد خطابات الملك

ثانيا اصدر عفوه عن السلفية الجهادية وهي خطوة محسوبة تتجلى في وضع النقاط على الحروف وتحقيق العدالة رغم تاخرها

ثالثا قفزعن الوضع الداخلي الذي يتحمل فيه بعض فئات الشعب المغربي والسياسين المسؤولية وهي رسالة مفادها ان الملك لن يحل جميع مشاكل الشعب المغربي بمفرده

 

يوسف بوجوال

كاتب صحافي مختص في شؤون الهجرة 


comments

Create Account



Log In Your Account



;