هل تنهي مدونة الأسرة الجديدة مشروع الزواج في المغرب

By: يوسف بوجوال
Dec 26 2024
204

تعديل مدونة الأسرة بين المعقول والهراء


يبدو أن حكومة السيد عزيز أخنوش تميزت بقدر كبير من الجرأة مقارنة بالحكومات السابقة. فرغم أن هذا الوصف كان لسنوات حكرًا على حكومة عبد الإله بنكيران، التي اشتهرت بقراراتها المثيرة للجدل، فإن حكومة أخنوش ذهبت أبعد من ذلك، إلى درجة اللعب على أوتار حساسة تمس مشاعر المغاربة الفقراء والمسلمين على حد سواء.


مدونة الأسرة أصبحت اليوم، وفق آراء كثيرة، عائقًا رئيسيًا أمام مؤسسة الزواج. فالزواج، الذي يفترض أن يكون ميثاقًا غليظًا مبنيًا على المودة والرحمة، أضحى أقرب إلى معركة يدخلها الرجل خاسرًا منذ البداية. إذا غابت الشروط الأساسية، مثل الشهود، فإن هذا “الميثاق” يفقد معناه، ويتحول إلى معركة قد لا يخرج منها الطرفان سالمين.


تأثير المدونة على مؤسسة الزواج


تحت مبرر حماية المرأة من تسلط الرجل، يرى البعض أن المدونة الجديدة أصبحت أكثر تعصبًا وتطرفًا. فبدل أن تعزز قيم المودة والرحمة التي أقرها الله كأساس للزواج، زادت من التعقيدات التي تجعل فكرة الزواج مرهقة لكلا الطرفين. الغريب أن هذه الآراء لا تقتصر على الرجال فقط، بل تشمل النساء أيضًا، اللواتي يعبرن عن مخاوفهن تجاه مشروع الزواج بسبب العقبات القانونية التي وضعتها المدونة، والتي يعتبرها البعض انعكاسًا لسياسة أمنية عالقة في العقلية التشريعية المغربية.


جدل تعديل قوانين الإرث


أحد أبرز النقاط المثيرة للجدل هو تعديل قوانين الإرث. وزير العدل عبد اللطيف وهبي، بدعم من وزير الأوقاف، اقترح تعديلًا يجعل بيت الزوجية غير خاضع للتقسيم في حالة وفاة الزوج. يرى المؤيدون أن هذه الخطوة تهدف إلى حماية المرأة، بينما يعتبرها آخرون تحديًا واضحًا للشريعة الإسلامية التي تنظم قوانين الإرث. لكن المثير للتساؤل: هل الظلم الذي تعانيه المرأة نابع حقًا من قوانين الإرث، أم من غياب قوانين الحماية الاجتماعية؟


الواقع يقول إن التشرد والتسول والانخراط في سلوكيات غير أخلاقية غالبًا ما يكون ناتجًا عن غياب شبكات الأمان الاجتماعي، وليس بسبب قلة النزاعات حول الإرث.


تسهيلات الزواج لمغاربة العالم


من بين التعديلات المقترحة، هناك تسهيل شروط الزواج لمغاربة العالم، حيث يمكنهم الآن الزواج دون شهود إذا تعذر الأمر. ومع أن هذا التعديل يهدف إلى تسهيل الإجراءات، إلا أنه يثير تساؤلات حول مدى التزامه بأركان الزواج التي تعتبر الشهود جزءًا لا يتجزأ منها.


لكن مشاكل مغاربة العالم لا تقتصر على الزواج فقط؛ بل تشمل قضايا أعمق مثل غياب شركات مغربية للنقل البحري والجوي بأسعار معقولة. فتكاليف السفر المرتفعة تجعل قضاء العطل في المغرب حلمًا بعيد المنال للكثيرين، ناهيك عن غياب مشاركتهم الفعلية في الحياة السياسية.


دعوة للحوار وتعديل المدونة


إن تمرير مدونة الأسرة بصيغتها الحالية دون مراجعة قد يؤدي إلى خلق المزيد من التوترات الاجتماعية. لذلك، يتعين على ممثلي الأمة التصدي لبعض النقاط الخلافية وإقرار تعديلات تتماشى مع قدرة الرجل، ومع المبادئ الإسلامية التي تشكل هوية المغاربة.


يوسف بوجوال


comments

Create Account



Log In Your Account



;