هناك تناغم كبير بين الرؤية الملكية الذي جسدها خطاب العرش الاخير والعمل الموازي الذي تقوم به الديبلوماسية المغربية على الرغم من الهفوات والاخطاء والخروفات لكن على العموم فقد اضاء خطاب الملك محمد السادس بل خطاباته الاخيرة الطريق لمن اراد ان يواكب العصر الجديد ويلحق بالركب لان عهدالحساب قد اقترب ولعل المهتم بقضايا الهجرة يلاحظ بعين مجردة التغيير الكبير الذي حصل في ايطاليا خصوصا حيث كانت تسود نظرة نمطية اقل مايمكن القول عنها تحط من قيمة المغربي دولة وشعبا ومؤسسات لكن بالعمل الكبير الذي قام به الملك محمد السادس في السنوات العشر الاخيرة واخص بالذكر السنوات العشر الاخيرة لان ثمار العمل الذي بدئه منذ اعتلائه عرش المغرب اصبح واضحا في هذه المرحلة وبموازاة مع ذلك فان سفارة المملكة المغربية في روما سارت على المنهج وحققت نجاحات باهرة منذ التحاق السفيرحسن ابو ايوب بسفارة المملكة في روما حيث استطاع بديبلوماسيته الكبيرة وباتقانه فن اللغة الايطالية ان ينسج علاقات بالجملة اخرجت المغرب من البوثقة التقليدة التي كان سجينا فيها وفي الواقع لاحظنا الحظور المكثف الذي فاق الالف من الشخصيات الوازنة في ايطاليا والتي من خلالها اصبح للمغرب لوبي قوي في ايطاليا يستحيل اختراقه وهذا الحشد الكبير من الشخصيات هو بمثابة استعراض لعضلات الديبلوماسية المغربية في ايطاليا التي اصبحت تتجول بحرية بعدما حاصرت معاقل البوليزاريو الذي طالما كانت تتجول بحرية مفرطة في ايطاليا والواقع ان كل ماسلف ذكره يثلج صدر كل مواطن مغربي مغترب في ايطاليا اصبح يلاحظ بالملموس كيف اصبحت له قيمته على الرغم من التعتيم والتجاهل الذي يغيظ اعداء النجاح ولان المغرب في اطار الاقلاع الاقتصادي الكبير فان العلاقة الندية والمتكافئة هي التي اصبحت تسود بين المغرب وايطاليا كما اصبح للعلاقة المغربية والايطالية مغزى كبير حيث قفزت على التعامل النمطي الذي كان سائدا في الماضي والذي كان يسوده نوعا من الكبر كما ان علاقة التعاون المغربي كانت مقتصرة على محاربة الهجرة السرية لكن مقابل ذلك اصبح المغرب يشكل لايطاليا شريكا استراتيجا تجمعهماعلاقات اقتصادية وامنية وغيرها
خلاصة القول فان الاحتفال الكبير بمناسبة عيدالعرش المجيد هو اختصار لعمل شاق ومضني قام به السفير حسن ابو ايوب وطاقمه ليعيد تموقع المغرب على خارطة ايطاليا وبلفعل فقد نجح في هذه المهمة بامتياز
يوسف بوجوال
كاتب صحافي مختص في شؤون الهجرة