اصبحت خطابات صاحب الجلالة في اعياد العرش الاخيرة موجهة ولها حمولات نقدية حادة وان كان البعض يرى في حلم الملك محمد السادس مساحة لكسب الوقت فان الواقع غير ذلك لانه حينما تحدث صاحب الجلالة فبل سنتين عن الفساد الاداري للقنصليات المملكة المغربية في الخارج ووقع شبه انقلاب في وزارة الخارجية غير ان الاصلاحات التى باشرها المسؤولون على قطاع الخارجية لم تكن كافية واعتقد البعض ان الامر انتهى لكن وبالفعل فان الملك محمد الساد س ربط الحاضربالماضي وخلص انه لم يعد يثق ببعض السياسين
وان موظفي الادارة العمومية تنقصهم الكفائة ولا اعتقد ان الملك محمد السادس فد اكتشف هذا الامر عن طريق الصدفة او فجاة فجميع المغاربة يعلمون ان جل موظفى القطاع العام يفتقدون الكفائة بل الكثير من الاعوان المحلين في الخارج سواء بالقنصليات او بالابناك اوغيرها من القطاعات يفتقدون الكفائة لان مسالة الكفائة اصبحت مفقودة بل كانت ومازالت مسالة ثانوية وهذا مايعرقل حسب الملك محمد السادس تقدم المغرب
هناك اشياء اكد الملك انها لايعقل ان تحدث في المغرب وبالفعل هي كثيرة اخرها ماحدث للمهاجر المغربي الذي تعرض للضرب والعنف والحط من كرامته الانسانية في مطار المنارة بمراكش كل هذه الامور معروفة بالضرورة ولن تخفى عن الملك محمد السادس لانه قريب من افراد الشعب لكن حين صرح بها في الوقت الحالي فانه وقت الحساب الذي شرعه الدستور والذي ربط المسؤولية بالمحاسبة ولذلك فان الامر يحمل اشارتين هامتين
اولها ان الملك حسب مايخوله له الدستور من صلاحيات فانه يمكنه حل الحكومة في اي وقت وهذا احتمال ووارد حيث لامعنى ان يفقد الملك الثقة في بعض السياسين ويسمح لهم بالاستمرار بالعبث بالحياة العامة
ثانيا حينما يصل الامر لهذا الحد فانه الهدوء الذي يسبق العاصفة فان الحياة السياسية سيسودها تعديلات بالجملة وذلك للاخطاء البدائية التي وقعت فيها الحكومة اهمها حراك الريف والفشل في تخليق الحياة السياسية وتدخل الملك في هذا الوقت يعطي انطباعا كبيرا بان حكومة سعد الدين العثماني في مهب الريح وخير دليل على ذلك العفو الملكي الذي اصدره على بعض معتقلي مايسمى بحراك الريف وهذا العفو الملكي هو القشة التي فسمت ظهر البعيرحيث اصبح واضحا للعيان انه ليس هناك تناغم بين المؤسسة الملكية وبين الحكومة وهذاكفيل باسقاط هذه الحكومة التي لم يعد لها تاثير على الحياة الاجتماعية للمواطن ودليل اخر على اقتراب موعد دفن هذه الحكومة هو اشادة الملك بثلاثة عناصر في الحكومة كلهم محسوبون على التقنوقراط
يوسف بوجوال
كاتب صحافي ايطاليا