على الرغم من المد والجزر الذي كان يشوبعلاقة المغرب بدولة قطر عبر التاريخ وعلى الرغم من العلاقة المتميزة التي تجمع بين المغرب والامارات من جهة والمغرب والسعودية من جهة اخرى الى حد التناغم في الاراء والمواقف على الرغم من كل هذا فان المغرب لم يخضع في قراره السياسي لاحد وهو ينصاع الى ضميره الانساني الذي لم يكترت بالعواقب حينما اراد مساعدة دولة شقيقة تتعرض لحصار ظالم من اخوانه العرب ولاشك ان ظلم ذوي القربى اشد على القلب من السيف لذلك فمحمد السادس كما هي عادته لم يتورع عن تقديم المساعدة في هذه الظرفية الحساسة وخصوصا في شهر رمضان
على الرغم من كون المبادرة الانسانية فيها سبق وسرعة وتحمل شاءت او ابت حمولة سياسية حاول الملك عن طريق وزارة الخارجية التخفيف من شدتها وطبعا لكي لايخسر حلفاء استراتيجيين له ومع ذلك فان القرار وعلى الرغم من كونه يحمل مخاطرة بعلاقة المغرب مع حلفائه لكنه في المقابل فهو يراهن على صوت الضمير والدين الاسلامي الذي يامر بالاصلاح وليس بالتحالف على دولة صديقة
اي كان الامر فان العاهل المغربي وجه خلال هذه المبادرة ثلاثة رسائل غاية في الاهمية اولها ان المغرب يملك استقلاليته السياسية
ثانيا المغرب يرى في الحل الوسط والصلح الطريق الاوحد للخروج من الازمة الخليجية
ثالثا على العالم العربي ان يحدو حدو المغربوذلك لقطع الحصار الجائر على دولة قطر الشقيقة
يوسف بوجوال كاتب صحفي
ايطاليا