حتى وان كان الكل يزايد سياسيا على الاخر وان كان الصمت المطبق قد خيم للحظات طويلة في فضية حراك الريف ولكن حينما تمخض الجبل خرج فئر صغير وكان الصمت اشد انباء من الكلام واصبح من الملموس ان الحياة السياسية في المغرب في خبر كان
لان العجيب في الامر ان يطالب الاحزاب السياسية باطلاق سراح المعتقلين السياسين في حراك بدون قيد او شرط لان هؤلاء لاهم لهم سوى الايقال عنهم بانهم ضد الديمقراطية والواقع غير ذلك الزفزافي اساء الى الدولة المغربية والينا كمغاربة استفزني شخصيا كما استفز مغاربة الخارج جملة وتفصيلا ونحن مغاربة الخارج لانحتاج الى احد لكي يعطينا دروسا في الديمقراطية لان حتى في اروبا يوزع بالسلطان مالايوزع بالقران شتان مابين ان يكون الحراك ديمقراطيا وبين كلمات لها حمولات ايديولوجية انفصالية ان يقول الزفزافي ان الاستعمار الاسباني ارحم من الاستعمار المغربي فهذه جريمة لاتغتفر ولكن احزابنا التي لم تستطع ان تعطي الحل لمجموعة من القضايا وبالتالي كانت سببا في المشكلة ان لم يكن وجودها مشكلة في حدذاته فصامت عن الكلام ولما ارادت الكلام احترمت كل شيء الا هيبة الدولة
لست هنا لاعطاء دروسا في الديمقراطية لكنني ارى المشهد في المغرب سرياليا الكل يلقي بالتهم الى الاخر حتى تصبح ككرة الثلج يكبر حجمها ولان المسالة بسيطة جدا يكمن حلها في تقديم كل الاحزاب اعتذارا للمغاربة الذين لم يعودوا قاصرين ولان المغاربة سواسية امام القانون فليس للجهة سلطان على القضاء ولن يستطيع احد لي ذراع الدولة لذلك ولكي لايختلط الحابل بالنابل فان الحراك في الريف ليس بريئا وان كان بريئا فقد ثمت شيطنته من طرف الزفزافي وامثاله اما عن اجتهادالبعض من اصحاب الاقلام التي تقول ان اعتقال الزفزافي سيجعل منه بطلا فان القانون لايعترف ببطل او بصل الكل سواسية امام القانون ولاتراجع عن محاكمة كل من تسول له نفسه المساس بهيبة الدولة وسيادتها ولاعودة الى سنوات الرصاص كل الدول التي تحترم نفسها لها هامش من الحرية والديمقراطية اما اذا تجاوزت خطوطها الحمراء فالعصى لمن يعصى وقد كانت لايطاليا تجربة في احداث جينوفة الشهيرة منذ عشرات السنوات في ملتقى الدول الثمانية الاكثر تصنيعا في العالم والتسجيلات مازالت شاهدت كم سالت من الدماء لتفريق المتظاهرين ومع ذلك فلكل حادث حديث فكفانا من التخبط والمغالطات والحسابات السياسية الضيقة
كاتب صحفي مختص في شؤون الهجرة