هناك اشخاص لم يكن ممكنا ان تعرفهم في حياتك العامة وبين ليلة وضحاها تشاء الاقدار ان يصبحوا ابطالا ينطبق هذا بالتحديد عن ناصر الزفزافي الراكب الامين على اكتاف المرحوم محسن فكري هناك فرق كبير مع الشهيد ونحسبه كذلك ولانزكي على الله احدامحسن فكري حيث كان مكافحا يكدح من اجل لقمة عيش في وطن عشق شمسه لكن في المقابل ظهر في مهب الريح شخص اسمه ناصر وهو يعتقد انه كذلك لكن في الواقع يبدو لي من خلال معرفتي المتواضعة انه يفقه شيئا بسيط جدا في السياسة وشيئا ابسط منه في الدين ويعتريه تخبط واضح في سلوكه السيكولوجي فتارة يبدو متزنا وواثقا وتارة اخرى تظهرعليه علامات الفروسية عند اقتحامه المسجد بمدينة الحسيمة مثلا اراد ان يتصرف كعمربن الخطاب لكنه تصرف كابي بكر البغدادي هناك تناقض صريح في شكله حين يخاطب الناس ويسب وينعت باقبح الصفات المسئولين عن المدينة وحين يقتحم المسجد في تحد كامل لسلطة الدولة المدنية او الدينية ففي كلتا الحالتين فان اقتحام المسجد يعطي انطباعا خاطئا باننا كمغاربة نحتاج لمن يصحح افكارنا الدينية والدنيوية حينما اقتحم المسجد فقد اهان شرفاءالحسيمة ورجالها والمعروف عنهم ان ولائهم للدين الاسلامي يسبق انتمائهم للقبيلة ولانه وباجماع علماء الامة انه تجوز الصلاه وراء امام فاسق فاجر فمن باب اولى ان الجمعة تجوزوراء امام له مواصفات الامامة شاء من شاء وابى من ابى لذلك فاقتحام السيد الزفزافي يترتب عليه ضرر كبير ومن اصول الشرع المعروفة في الدين بالضرورة انه درء المفسدة خير من جلب المصلحة وبالطبع فان مفاسد اقتحام بيت الله والتشويش على صلاة الجمعة كثيرة ابرزها حرمان الناس من صلاة اخر جمعة في شعبان وترويع المواطنين الامنين ناهيك عن تشكيك الناس البسطاء في امور دينهم حتي تظهر عليهم علامة الشك والريبة في دينهم وبالتالي فان السيد الزفزافي كانت واضحة عليه علامات التسرع والابتدال لان كان يراهن كثيراعلى عامل الوقت ولان هذا التصرف الطائش هو المسمار الاخير الذي سيدق على نعش الزفزافي وليس الحسيمة لان الحسيمة المدينة العظيمة لايمكن ان تختزل في شخص يريد بكل قواه ان يرميها الى المجهول والواضح ان تسرعه هو من اوقعه في سلوكيات ليست من شيم اهل الحسيمة ولان فراسة المسلم كبيرة فان الكثير من اهل الريف سيرون التناقض الواضح بين حراك شعبي يكفله الدستور من خلال مطالب واضحة وصريحة في مقابل خطابات ايديولوجية يستعصي فهمها على جباهدة الفلسقة وعلى من يروج لها من باب اولى فكل من يتتبع مداخلاته يحس بانها نوع من الدجل الذي يمارس على البسطاء لايهامه بحق يراد به باطل بان خلاصهم الابدي يكمن في التصدي لقوة تريد ان تسلب من اهل الحسيمة كل مايملكون وهذه القوة المخزنية ليست مخولة للتفاوض ولاللحوار بل هي قوة يجب التخلص منها على ابعد تقديرفي خمسة دقائق المقبلة
مسالة يجب الاشارة اليها وهي انه هناك ارتباك واضح بين الكتاب والمفكرين المغاربة في الدلو بدلومهم في هذا الحراك وذلك لان التدخل في هذه الامور اصبح من الخطوط الحمراءبحيث ان تكون مع اوضد ترمي بك الى سلة الخونة او المطبلين للنظام وهذا هو صلب الموضوع يجب الحديث بصراحة على هذه المواضيع لاننا كلنا في سفينة واحدة ولوخرقت السفينة من طرف احد سيكون مصيرنا جميعا الغرق امراخير يستهويني وهو هبة الدولة التي من خلال اخطاء بدائية قام بها بعض المسئولين اصبح العمر الافتراضي لهذا الحراك يطول ولانه في غياب الحزم في هذه المواقف تعطى اشارات خاطئة للعديد من الناس على ان هذه الدولة ليس لها انياب وذلك لعدة اعتبارات اهمها ان المغرب منخرط في ديمقراطيته ولكثرة المتربصين من الخارج الذين يحاولون زعزعة هذا الوطن
يوسف بوجوال كاتب صحفي مختص في شؤون الهجرة