لفهم ما يقع اليوم في الريف المغربي وجب العودة إلى الأحداث مند بداياتها، فبمجرد وقوع الحادث الأليم الذي أودى بحياة المرحوم محسن فكري خرج للشارع عدة شباب تجمهروا بعفوية للتضامن مع الفقيد و عائلته، التحق بهم بعد ذلك شاب لم يكن معروفاً أنذاك، هذا الشخص هو ناصر الزفزافي،شاب يمتلك قدرة كبيرة على التأثير و يجيد فن الكلام.
كانت أول مداخلاته ليلة الحادث بحيث توسط مجموعة من شباب المدينة و حثهم على الإعتصام إلى حين قدوم الوالي و وكيل الملك بعد ذلك بدقائق إستجابت الدولة لمطلبهم و دخل المسؤولين في حوار مباشر معه لسماع مطالبهم، التي كلما تم تنفيذ واحدة منها إلا و تم إيجاد و خلق مطالب أخرى.
بحيث تحول مطلب الحوار مع الوالي إلى المطالبة باستقالته و بالفعل أصدرت الدولة قرارا بعزل الوالي ثم تمت المطالبة بإقالة مندوب الصيد البحري و كان لهم ما أرادوا، أقيل هو الآخر.
وإستمرت سلسلة المطالب لتشمل مسؤولين إداريين آخرين فتمت الإستجابة مرة أخرى و أعطي الأمر بعزل و إقالة العشرات منهم.
و بالموازاة مع ذلك تم تسريع وثيرة عدة أوراش تشهدها المدينة و نواحيها كالطريق السيار و كورنيش المدينة كما تم تعيين المئات من أبناء المدينة بشكل مباشر في مصانع طنجة و تعهد الوالي الجديد بمنح بقع أرضية بشكل مجاني مع إعفاء ضريبي لمدة خمسة سنوات لكل إبن المنطقة كانت له نية الاستثمار في مدينته ..إلخ
لكن و للأسف الشديد في كل مرة يتم فيها إبداء حسن نية من أجل إيجاد حل للمشاكل العالقة يتم التبخيس من هذه المبادرات و كلما فتحت الدولة باب الحوار يتم غلقه بشكل كلي حتى أصبح البعض يطالب بجلوس الملك شخصياً على طاولة الحوار!!!
وفهمت ليونة السلطة في التعامل مع الاحتجاجات لسد الطريق أمام كل الأطراف الداخلية و الخارجية التي تريد إشعال المنطقة وعدم مقابلتها بالقوة رغم بعض الشعارات المستفزة و رفع أعلام غير الأعلام الوطنية و مهاجمة ثكنة عسكرية نواحي الحسيمة و إقامة للشرطة...على أنها ضعف.
مرت عدة أشهر على الحراك، و في تلك الأشهر تمت الدعوة لعدة أشكال احتجاجية ليس لها أية علاقة بالمطالب الاجتماعية ، كالمطالبة بعصيان مدني( لم ينجح) و دعوة مهاجري ساكنة الريف إلى سحب أموالهم من البنوك المغربية بالإضافة لمطالبتهم بعدم زيارة المملكة في العطل الصيفية، من أجل منع أي تحويل للعملة الصعبة
بموازاة ذلك تم خلق عدة تنسيقيات في عدة عواصم أوروبية يتزعمها أبناء المنطقة معروفون بنزعاتهم الانفصالية و هم من يحددون تواريخ المسيرات و نوعية الشعارات و الأشكال الاحتجاجية .
فكيف يطلب منا كمغاربة أن نساند حراكاً مثل هذا ، حراك أصبحت له أبعاد دولية!!!
في الداخل يحاولون إقناع الشعب بأن مطالبه اجتماعية و في المقالات المدفوعة الثمن في الصحف العالمية و بالندوات التي تقام بالعواصم االاجنيية يتم التسويق له على أنها مطالب من أجل الانفصال !
كمغاربة بجميع مكوناتنا نعتبر أهل الريف إخوانا لنا، لم نود الخوض في الموضوع مند الأيام الأولى تفادياً لأي سوء فهم و تجاهلنا كل التعاليق المسيئة لكرامتنا تغليبا منا للمصلحة العليا للوطن و لحمايته لكن و بعد أن وصل الحال إلى ما هو عليه و بدأ تسويق الحراك في الخارج في منظمات و هيئات دولية و اتضح سوء نوايا متزعمي الحراك فشخصيا أقول بأنه وجب وضع حد لأي مناورة الهدف منها المس بالوحدة الترابية للمملكة مهما كانت النتائج لأن السيل بلغ الزبى !
ليكون في علم الجميع بأن الثمن لكل مظاهرة خمسة ألف أورو لهذا يسعون إلى أن تكون اليوم مظاهرة .
عندما يجتمع النضال بالإسترزاق تضيع اوطان.
#عاش المغرب حرا أبيا من طنجة إلى الكويرة#
#عاش الوطن ولا عاش من خانه#
#شعارنا أبدي : #الله#الوطن#الملك#