بمناسبة تقديم تقرير منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية حول ظاهرة الهجرة بإيطاليا صباح اليوم الجمعة بالعاصمة الإيطالية روما شن السفير المغربي حسن أبو أيوب انتقادا لاذعا للسياسة الإيطالية في مجال الهجرة قائلا عنها أنه "يغلب عليها الكثير من الشعبوية ونادرا ما تحظر العقلانية" منطلقا في ذلك من العلاقات الثنائية بين المغرب وإيطاليا.
أبو أيوب بعدما ذكر بالروابط التاريخية التي تجمع بين المغرب وإيطاليا في مجال الهجرة حيث سبق للمغرب أن استقبل ما لايقل عن 150 ألف مهاجر إيطالي في بداية القرن 20، قال أن إيطاليا تنصلت لوعودها فيما يتعلق بالإتفاقيات الخاصة بالضمان الإجتماعي بالرغم أن القوانين الأوربية ترغمها على ذلك وفق الإتفاقية التي وقعها المغرب مع السوق الاوربية المشتركة في سنة 1976، وأن الإتفاقية التي وقعها وزير الداخلية الإيطالي في 1995 انذك جورجو نابوليتانو مع نظيره المغربي للإعتراف بجميع حقوق الضمان الإجتماعي للعمال المغاربة لم يتم المصادقة عليها إلى يومنا هذا، قبل أن أن يضيف سفير المملكة بروما أن المغرب كان بإمكانه اللجوء إلى المحكمة الأوربية حتى يرغم إيطاليا على احترام المعاهدات الاوربية إلا أنه ارتأى بنفسه على ذلك وذلك مراعاة لما أسماها أبو أيوب "الواقع السياسي الداخلي" لإيطاليا.
وأضاف أبو أيوب الذي يتواجد على رأس الديبلوماسية المغربية بروما منذ حوالي سبع سنوات، أنه بالرغم من حفاوة الإستقبال التي يقدمها الشعب الإيطالي للمهاجرين من شماله إلى جنوبه بالمقابل هناك ما أسماه ب "الحاجز النفسي" الذي ما يزال يحد من إدماجهم بصفة فعالة مستدلا في ذلك ببلجيكا حيث تجد المغاربة مثلا في جميع المناصب والمهام.
واستدل أبو أيوب كذلك بتعامل الدولة الإيطالية مع الإسلام والتردد الذي يصاحب قرارات المسؤولين في التعامل مع المسلمين، مستغربا كيف أن بلدا مثل إيطاليا الذي كان سباقا لترجمة القرآن الكريم والإرتباط بعلاقات استراتيجية مع الدول الإسلامية يتردد في الإعتراف بحقوق المسلمين المتواجدين اليوم فوق ترابه، بحيث من أصل 900 مركز إسلامي لا يوجد منها إلا خمسة أو ستة تتوفر فيها الشروط التي تنص عليها مواثيق حقوق الإنسان التي يجب أن تتوفر في اماكن العبادة، مضيفا أن "إيطاليا متخلفة عن المغرب في هذا المجال" حيث المسيحيين لهم كامل الحرية في ممارسة شعائرهم وتتوفر لهم 18 كنيسة متوفرة فيها الشروط الواجب توفرها في دار عبادة مسيحية.
ولم يفوت أبو أيوب الفرصة الذي كان يتحدث داخل مقر الصحافة الأجنبية بروما من التذكير أن المغرب لم يعد ذلك البلد فقط الذي يصدر الهجرة وإنما أصبح بلد مستقبل للمهاجرين بما فيهم الإيطاليين الذي قال أن عددهم ازداد بشكل ملحوظ في السنوات الثلاثة الأخيرة.