التشريعية الماضية وذلك لخروجها خالية الوفاض باستثناء حزب الاستقلال حصل على مجموعة من الاصوات لم ترق الى التطلعات لكن هذه النتائج ليست محض الصدفة لكن هي عبارة عن تراكمات لم يستطع الاحزاب المغربية التقليدية ان تستوعب ان المواطن المغربي يتغير كما تتغير السياسة العالمية فتطلعات المواطن المغربي لم تعد بسيطة وحتى كمية الصبر والامل التي عشنا على تخديرها لم تعد مجدية في عالم يتغول فيه راس المال ويصبح المال هو الصديق الحميم لم تستطع الاحزاب ان تواكب هذا المتغير بل ولم تستغل الفرص التي اتيحت لها سابقا في فرض قواعد لعبة سياسية تتجاوب مع المتغير وتلبي الحد الادني من حاجيات الطبقة الكادحة حتى الحملات الانتخابية اصبحت شاحبة في غياب برامج واضحة حتى اصبح المواطن المغربي يصوت وليس للاحزاب وهذه ضربة موجعة تلقتها الاحراب
هذا المخاض ومعه الربيع العربي افرز حزبا سياسيا له ايديولوجية واضحة تحمس معه المغاربة لكن كل هذه الضجة التي صاحبت حزب العدالة والتنمية سرعان ما خفت بريقها اول امتحان على ارض الواقع حيث ان الحزب الذي حمل على عاتقه محاربة الفساد والمفسدين
غفر لكل من سرق الوطن وانتقم من المواطن البسيط حيث اصلح نظام التقاعد على عاتق هذا المواطن الكادح كما رفع الدعم على المحروقات بالاضافة انه لم يحاول تخليق الحياة الاجتماعية والسياسية فظهرت في الافق ظواهر خطيرة مثل التشرميل وغيرها كل هذه النقط السلبية غض المواطن المغربي الطرف عنها وصوت من جديد على حزب العدالة والتنمية ليس لانه نجح في ولايته الاولى ولكن لكون المغاربة اصبح لديهم عزوف سياسي بل ياس سياسي جعلت بعضهم يكتفي بالموجود في الساحة السياسية.
الثلاثاء 11 أكتوبر 2016يوسف بوجوال
كاتب صحافي مهتم بشؤون الهجرة