على هامش الدورة الرابعة للمهرجان المغربي الايطالي، عقد يوم الاحد فاتح ماي في مدينة تريفيزو لقاءا تواصليا تحت عنوان ” تثمين التراث الثقافي لبلد المنشأ والافاق المستقبلية” بحضور طلبة مغاربة وأبناء الجالية من الجيل الثاني المقيمة بجهة تريفينتو بإيطاليا. وشكل هذا اللقاء، الذي حضره القنصل العام للمملكة بفيرونا وعمدة المدينة بالاضافة الى فاعلين سياسيين ومهتمين بقضايا الهجرة، مناسبة للوقوف عند تطلعات أفراد الجالية والتجاوب مع انشغالاتهم وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا التي تستأثر باهتمامهم، وبحث السبل الكفيلة بتحسين أوضاعهم، وتعزيز مساهمتهم في المسلسل التنموي الذي يشهده المغرب على اعتبار ان الجيل الثاني خصوصا الفئات المثقفة و فئة الجامعيين وجزء كبير من النسيج الجمعوي يساهمون بشكل فعال في تدعيم صورة المغرب بالخارج على المستوى السياسي و الثقافي و السياحي , و دعم قدراته الاقتصادية إضافة إلى الدفاع عن مصالحه و قضاياه الوطنية في بلدان الاستقبال و تدعيم مكانته و إشعاعه بين الدول.
وقد ناقش الحضور سبل تفعيل شراكات بناءة مع الوطن الام والجيل الثاني من ابناء الجالية من أجل خدمة مصلحة الوطن. وتم خلال هذا النقاش، التذكير ببعض الاجراءات التي تقوم بها الوزارة المكلفة بالهجرة لفائدة الطلبة من أبناء الجالية، كتسهيل ولوجهم الى الجامعات الصيفية في إطار التبادل الثقافي وفي إطار الحفاظ على هويتهم وتقوية روابط الصلة بالوطن الام ، بالاضافة الى ان القنصل العام للمملكة بفيرونا نزهة الطهار، وعدت بوضع رهن إشارة الطلبة الشباب قاعة الاجتماعات بداخل مقر القنصلية، لعقد لقاءات وندوات ثقافية يكونون هم الفاعلين الاساسيين للاستفادة من الخبرة التي راكموها في بلدان الاستقبال بالاضافة الى كونهم أضحو يشكلون قوة اقتراحية وقيمة مضافة تتطلب الدعم والاشراك الحقيقي. في إشارة واضحة لاهتمام الادارة بالجيل الثاني من أبناء الجالية المغربية واستعدادها الاشتغال سويا من أجل إشراكها في تحقيق المشروع الديمقراطي والتنموي وبذلك تحقيق المصلحة العامة للوطن.
هذا وعرف اللقاء منح جائزة تقديرية لرئيسة الجمعية المغربية “ما تقيسش ولدي” نجاة أنور، على المجهودات الجبارة التي تقوم بها لنشر الوعي و كسر الطابوهات التي تلف ملفات حرجة كاغتصاب الطفولة.
واختتمت فعاليات المهرجان مساء يوم الاحد فاتح ماي، بمدينة كونيليانو، بسهرة فنية أحيياها فنانون شباب مثل الدوزي وإيهاب أمير، والكوميدي باسو.
ولعل ما ميز السهرة و نال حماسة الجماهير الحاضرة هو رفع العلمين المغربي والجزائري ، في رسالة أخوية تحمل معنى التقارب الثقافي بين المغرب والجزائر وماتربط الشعبين من علاقات تاريخية قديمة بعيدة عن أي حسابات سياسية.
وناشد الفاعل الجمعوي الجزائري في كلمته أمام الجمهور سلطات البلدين من أجل السعي الى حل الازمة نهائيا وفتح الحدود بين البلدين الشقيقين وطي صفحة الخلافات التي أرهقت الشعبين.