. وقد تبين صدق الرؤية المغربيةفي الكثير من الحالات غير ان موازين القوى بدءت تختلف الان ,المغرب اصبح له وزنه السياسي ووزنه الامني ويتطلعليكون له وزن اقتصادي لذلك فمن هذا المنظور لن يرضى من الان فصاعدا ان يكونالمتفرج الذي تمرر عليه القرارات في صمت
المملكة المغربية قدمت اشارات واضحة في عدة مجالات تجعل الدول التي تتشدقبالديمقراطية تقدم الدعم اللامشروط لدولة تكاد تكون استثناءا في العالم العربي .
المغرب قطع خطوات عملاقة في مجال حقوق الانسان لكن النموذج الارهابيالمتطرف هو الذي اصبح موضة العصر. كل هذه الانجازات -والتي لايحتاج المغرب للتصفيق والثناء من احد وانماهي انجازات خاصة تخدم مصالح الوطن وتسير به الى المستقبل -تجعل بعض الاسئلة تلوح في الافق
هل الاتحاد الاروبي والعالم فعلا يحتاج الى ديمقراطية الاخرين لكي يعيش فيسلام
اخشى ان يكون الجواب محرجا بعض الشيئ , الاتحادالاروبي والعالم ينحاز الى سفك الدماء في سوريا وليبييا وغيرهن المناطق التي تنعمبالديكتاتورية
الاتحاد الاروبي لايرى في المغرب النموذج الديمقراطي المشرف -مع وجود بعض النقائص بطبيعة الحال - بل يرى في دولة داعشية في اقصى الاحتمالات وفي اقلها دولة ديكتاتوريةستكون عالة على العالم وبالطبع ستنتج ارهابيين مستقبلا تدعى البوليزاريو هي البديل المثالي
المملكة المغربية قدمت تضحيات كبيرة في مكافحة الارهاب جعلت من مصالحهاوامنها القومي هدفا للقاعدة في السابق ولداعش حاليا وجعل امن مواطنيه في خطر مناجل ان ينعم العالم في سلام بالاضافة الى تعاونها الاستخباراتي والامني الذي كشف العديد من خيوط المجموعات الارهابية, كل هذهالتضحيات يكافئه عليها الاتحاد الاروبي بقرارات اقل مايمكن ان يقال عليها انها غيرسليمة
قد يغير الاتحاد الاروبي مواقفه المتهورة ازاء المغرب كما جرت العادة وقديقدم تبريرات او اعتذارات وقد يسمح بتصدير بعض الاطنان من الطماطم وقد يصطاد فيمياهنا لكن هذه المضادات الحيوية لايمكنها ان تداوي مرضا عضال ينخر في جسدالمغاربة منذ اكثر من اربعين سنة اسمه البوليزاريو
قد وصلنا الى مفترق الطرق اما ان يبسط المغرب يده على صحرائه واما ان ينسحبمن حربه ضد الارهاب وبالطبع فان الاتحاد الاروبي سيخسر كثيرا اذا تخلى المغرب علىمحاربته الارهاب
وهذه طبعا خيارات استراتيجية ليست وليدة انفعال طارئ او تصفية حسابات او ليالذراع وانما هي حق قبل ان يكون مشروع فهو الانسب للاتحاد الاروبي قبل ان يكونانسب لنا كمغاربة
يوسف بوجوال كاتب صحفي مختص بشؤون الهجرة