كثير من مغاربة ايطاليا ابدوا استغرابا كبيرا لما قامتبه جمعية اسلامية وذلك بقبولها شروط عمدة ترينو مقابل السماح لهم بافتتاح المسجدالذي يعتبر صدقة جارية وعمل جليل يستدعى الاشادة به ولكن هل يستدعى الامر القبول بهذا الشرط الذي يعتبره الكثيرون حيادا على المنهج السليم الذي سار عليه السلف الصالح وذلك ليس تنقيصا من قيمة المراة وعزلها ولكن لقداسة مكان العبادة الذي لايحتمل المساومة لان المسجد في الختام هو مكان العبادة لايستدعي هذا الانحناء اوهذا التكتيك لانه في اخر الامر لن ترضى النساء ان تصلي خلف الرجال في مكان مختلط ويكون انتصارا تكتيكيا مهما للجمعية الاسلامية التي استخلصت رخصة افتتاح مسجد من فم الاسد لكن نشوة هذا الانتصار لايمكنها ان تضاهي الانتصار التاريخي الذي حققه عمدة مدينة ترينوفي ارغام المسلمين بقبول الحداثة والتفتح الذي سيتغنى به زمنا طويلا ولاشك انه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت النساء تصلي خلف الرجال بدون حاجز ولا ستاركما هو وارد في الاحاديث الصحيحة لذلك فمن الناحية الشرعية ليس هناك اي مانع من صلاة النساء خلف الرجال بدون حواجز اوستار شريطة الا يرفعن رؤوسهن من السجود قبل الرجال بذلك فمن باب اولى ان تصلي اليوم مع اناس ليس اكثر ايمانا من السلف الصالح ولكن اقله يمكن ان يكونوا على درجة عالية من الاخلاق حيث لايكون للشيطان مكان بينهم اذن فالمسالة من الناحية شرعية محسومة بجواز صلاة النساء خلف الرجال بدون ستار لكن الامر الذي يستدعي القلق هو الحرص الزائد من المسؤولين الايطاليين في حشرانوفهم في قضايا تتعلق بالمسلمين كما ان الامر الاخر الذي يثير القلق هو حجم التنازلات التي يقدمها مسؤولون على الحقل الديتى في ايطاليا
يوسف بوجوال