كثر الكلام في السنوات القليلة الماضية في ايطاليا عن قضية الصحراء المغربية وذلك من طرف بعض افراد المجتمع المدني الذين يحاولون قدرالمستطاع الاشتغال في هذا المجال لكن في غياب استراتيجية واضحة وتاطير فعال يصبح العمل عبارة عن مضيعة للوقت وقد يكون له عواقب مضادة على هذا الملف وقد يكون الدعم المادي اهم الاسباب التي تذكي نيران الصراع بين الجمعيات وبين مؤسسات الدولة التي تترقب الوضع عن كتب لذلك فان هناك مجموعة من الاسباب تجعل ملف الصحراء معقد للغاية بالنسبة للجمعيات المغربية وهي نفس الاسباب التي تجعل من الفشل الذريع في الملف وسيلة للبحث عن الشماعات التي من شانها ان يعلق عليها الفشل
1 كثير من الجمعيات التي تشتغل على ملف الصحراء تعتمدالجانب العرقي والاصولي في المسالة حيث يصبح الصراع على اشده حول من يمثل ملف الصحراء في الخارج وخصوصا في ايطاليا لذلك فان مغاربة ايطاليا الذين ينحدرون من اصول صحراوية يريدون الاستئثار بهذا الملف نظرا لانهم في جوهر الصراع وهذا الامريولد انقسامات داخل المجتمع المدني المغربي في ايطاليا حيث ان جل من يدافعون على الملف ثقافتهم محدودة وبالتالي معلوماتهم عن ملف الصحراء قليلة جدا ناهيك عن غياب استراتيجية واضحة للعمل حيث يبقى السؤال المطروح كيف تساهم هذه الجمعيات في بلورة الراي العام للمجتمع الايطالي بشكل ايجابي في ملف الصحراء وهذا طبعا لم يحدث
2 المجتمع المدني المغربي صاحب رد فعل وليس فعل
وهي نقطة غايىة في الاهمية بحيث لانكاد نسمع عنمهرجان خطابي او وقفات حتجاجية تساهم في اعداد مناصريين للقضية الوطنية لكن كلمانسمع عنه هو الهرولة الى حضور لقاء قد يكون فيه ممثل عن البوليزاريو من اجلافساده وهذا لايتماشى مع توجهات عدالة القضية الوطنية والتي تتطلب مجهودات اكبر
3 غياب التاطير, هذه نقطة غاية في الاهمية كما سبق الاشارة اليها في الديباجة لان التاطيرمهم جدا حيث يتضح بجلاء غياب الفهم الصحيح لملف الصحراء المغربية وحتى المعلومات التي يجابه بها بعض افراد المجتمع المدني المغربي في ايطاليا خصومهم هي معلومات قديمة تعود الى ايام المسيرة الخضراء في المقابل هناك فئة تعتقد انها تفهم الملف وذلك باطلاعهاعلى الاحداث الحالية حيث تستقي معلوماته من وسائل التواصل الاجتماعي والجرائدالالكترونية وهذا بالطبع ليس كافيا لان من البداهة انك اذا قرات كتاب فانك ستصبح كاتبا
4 الفاء اللوم على المؤسسات المغربية بالخارج ومن بينها القنصليات والسفارات
هناك توجه خطير يسير فيه مكونات المجتمع المدني في ايطاليا الذين يعتبرون ان سبب شقائهم هي القنصلية المغربية او السفارة حيث اصبح البعض يتهم سفير المملكة المغربية بروما شخصيا بعرقلة ملف الصحراء وهو كلام اشبه بالهديان لان سفير المملكة قد قام بدوره على احسن مايرام واستطاع بواسطة حنكته السياسية ان يلجم البوليزاريو لكن ان تتهمه شخصيا بعرقلة الملف هذه شماعة اخرى يعلق عليه بعض الوصوليين فشلهم في تدبير هذا الملف لان السفير لايمكنه ان يمنع العمل المدني في الملف لكنه نبه مرارا على انه من اراد العمل في هذا الحقل يجب عليه ان يمتلك الادوات اللازمة
5 التهافت على الدعم المادي
يعتبر هذا العنصر اهم هذه العناصر التي تعتبر مربط الفرس لان اسباب الصراع والاتهامات المتبادلة في هذا الملف هو البحث عن مورد مالي وهذا امر عادي حيث لايمكن لاي مؤسسة ان تتحرك بدون دعم مالي غير ان يصل الامر باحدالاشخاص ان يطلب مبلغ 40 الف يورو مايفوق 40 مليون من اجل عرض فيلم عن الصحراء في قاعة السينيما بايطاليا فهذا هو العار والغريب في الامر ان هناك شبه تحالف على ان سبب العرقلة هي مؤسسات الدولة حيث طلب احدهم علنا كل الجمعيات المغربية الشريفة ان تقاطع القنصليات والسفارة من اجل البرائة لانفسهم من هذا التوجه
قد يكون ملف الصحراء المغربية من الملفات الشائكة لكنه لن يكون سوى الشجرة التي تخفى غابة الفشل التي تمر منه فعاليات المجتمعا لمدني في ايطالي مع احترامي للبعض منهم لكنهم لم يستطيعوا ان يحققوا ي نجاح يذكروالضحية هي المواطنين البسطاء الذين يعانون من مشاكل اوراق الاقامة والسكن والعمل وغيرها
يوسف بوجوال
كاتب صحافي مختص في شؤون الهجرة