لايختلف اثنان على كون المقاطعة سلاح ديمقراطي استعمل في السابق ومازال يحقق اهدافه الاستراتيجية التي من اجلها بدات المقاطعة ولاننا للاسف الشديد نعيش في دولة لاتواكب الاحداث وانما تمشي بخطوات حلزونية في مواكبة مطالب الشعب ورغباته ولان الدروس لااحد من السياسيين يستفيد منها الاستثناء الوحيد هوالملك محمد السادس الذي استبق احداث الربيع العربي بتغيرات دستورية مهمة ماعدى ذلك هو سباحة ضد التيار لكون الشعب في واد والحكومة والاحزاب في واد اخر وبالطبع هناك من يركب على الاحداث ولكي لاتخرج الامور عن السيطرة ولكي لايركب الاوباش موجة المقاطعة البريئة يحب ان تتحرك الدولة من اجل تقنين الاسعار والحفاظ على المنافسة وتخفيض الاسعار تماشيا مع الدخل السنوي للمغاربة كل هذا تعطينا نمودجا حضاريا لاصالة الشعب المغربي الذي يحافض على استقرارالبلد لكن هناك اشارات سلبية صاحبت هذه المقاطعة وذلك من اجل تقويضها وخلق البلبلة والعودة الى المربع الاول بل ماقبل المربع الاول لان رد فعل بعض الغوغائين الذين كانوا في خبر كان فبعثتهم المقاطعة من اجل السب والشتم وتهديد حياة الناس الشخصية هذا فعلا هو الفشل الذريع الذي تتمتع به الشخصية المغربية التي تنتظر من ينفخ فيها ولوكذبا لتنفجر لهذا يجب على المقاطعة حماية نفسها وعلى المقاطعون حماية هذه الحملة وذلك من اجل تحقيق اهدافهاوليس للركوب عليها من طرف السياسيين ومن طرف الغوغاء الذين لايريدون خيرا للبلاد لذلك فالمقاطعة لاتعطي الحق لاحد ان يسب او يهدد حياة اخنوش لان اخنوش ليس السبب المباشر في تعاسة الشعب المغربي وان اراد البعض ان يقحم الجماهير في صراع ثنائي معه او مع غيره فذلك رهان خاسر
و لان المحك الحقيقي للديمقراطية هو الحراك الشعبي لذلك يجب على كل من انخرط في هذه الحملة ان يكون خطا فاصلا بين النضج السياسي والتصرفات الصبيانية التي تميع هذه المقاطعة بل تخرجهاعن سياقها لتصبح مبررا للتهديد او السب او الانفلات الامني لذلك كما قلت سابقا على الدولة ان تتدخل ولاتقف كالمتفرج لان معركة كسرالعظم بين البورجوازية والطبقة الكادحة هي معركة ستستمر طويلا وقد تتخللها بعض الافعال الغير محسوبة العواقب بل قد تنحرف المطالب ليرتفع سقفها او ان تتميع فتصبح مطالبة بمقاطعة الحريرة في رمضان لذلك اعتقد ان المرحلة المقبلة يجب ان تكون حاسمة بكل المقاييس وذلك في اشراك الشعب عن طريق مجلس النواب بمشاكله الحقيقية او ان يحل مجلس النواب والحكومة
جدير بالذكر ان المغرب عرف غلاء الاسعار مند زمن طويل وهذه المرحلة من الثورة الناعمة قد تكون مفيدة للمغرب بغض النظر من يقف ورائها لكن يجب ان تكون واضحة المعالم هدفها واضح وهوتخفيض ثمن بعض السلع او اغلب السلع التي لايستطيع المواطن المغربي شرائها ولن تكون بابا للخراب والدمار وذلك لكي نبين للعالم اننا شعب ناضج ليس للمجرميين والوصوليين والاستغلاليين مكان وسطه
يوسف بوجوال كاتب صحافي