في الواقع ان مسالة انتخاب السيناتور توني يوبي والذي تظهر ملامح وجهه السوداء عراقة اصوله التي تنتمي الى افريقيا تعتبر علامة فارقة في تاريخ الجههورية الايطالية وذلك كيفما كانت النوايا واختلفة القراءات السياسية والتي من السهل ان تجد لها مبررات كثيرة فالجانب الذي هزم في الانتخابات وبعض الفاعلين ومن بينهم ماريوبالوتيلي المهاجم الايطالي العروف بسلوكاته الغير متزنة لكنه عانى من العنصرية كلاعب اسود داخل المنتخب الايطالي لذلك كان رده سريعا على انتخاب السيناتور توني يوبي معتبرا اياه مجرد لعبة هدفها تحقيق مصالح قدرة
وكتب بالوتيلي على موقع انستغرام ربما اصبت بالعمى وانهم لم يخبرونه انه مازال اسودا ياللعار وهذا تصريح واضح يرمي من خلاله ان ايطاليا مازالت غارقة في العنصرية المتجدرة ولايمكن ان يتم استصالها من طرف حزب عصبة الشمال الراعي الرسمي في اعتقاد الكثيرين للنزعة العنصرية والتي دفع ثمنها غاليا سنوات حينما كان يريد فصل جنوب ايطاليا عن شمالها والموقف نفسه تعرض له اللاعب الدولي السابق كامورانيزي بطل العالم مع المنتخب الايطالي سنة 2006 والذي طالما عانى من وصفه بالاعب الارجنتيني رغم انه يحمل الوان ايطاليا لكن يكفي حزب عصبة الشمال فخرا ان موقفه اصبح علامة فارقة في السياسة الايطالية حيث سيشهد له التاريخ بكونه الحزب الاول الذي تحلى بالشجاعة وقام بخطوة جريئة وهي انتخاب سيناتور من اصول افريقية اسود البشرة على الرغم من التاويلات والدلالات والاهداف التي يحملها انتخاب توني يوبي فان المجتمع الايطالي لم يفق من الصدمة فالعديد منهم ينتظر صحوة توقضه غفوة كابوس اسود ولاشك ان الاغلبية تتمنى ان يكون الخبر اعلان كذبة ابريل في شهر مارس
يوسف بوجوال
كاتب صحافي مختص في شؤون الهجرة