من خلال دراسة ميدانية اجريناها منذ سنوات عن تطلعات وتوجهات مغاربة ايطاايا لاحظنا مجموعة من المعطيات قد تساعدنا على فهم طبيعة مغاربة ايطاليا اوتقربنا قليلا من هذه الشخصية لان علم الاجتماع وعلم النفس من العلوم التي لاتعتمد معارير محددة ولا تصل الى نتائج صحيحة ولكن تقربنا مما ذكرناه ساالفا من تحديد جزء بسيط من هذه الشخصية التي في مجملها تحمل النقيضين بسيطة ومعقدة في نفس الوقت بسيطة في احلامها في تطلعاتها تحتاج الى عمل بسيط ودخل محدود يكفل لها العيش الكريم بالاضافة الى سكن لائق او الاستفادة من مساكن البلدية اوغيرها بالاضلفة طبعا اوراق الاقامة التي في االغالب ارقت العديد من مغاربة ايطاليا لذلك فمعظم الحديث لايكاد يخرج عن هذاالثالوث العمل والسكن واوراق الاقامة واذا انحرف الحديث عن هذه الامور فانه سيتجه الى كرة القدم سواء الوطنية او الايطالية ويقع الاطناب في هذا الموضوع اما عن السياسة فالحديث يمر عليها مرور الكرام وذلك لسببين هامين اولها لاعتقادهم ان الحياة السياسية في المغرب اقوى منهم وان التغيير اوحتى الحديث عنه هو ضرب من الخيال اولسبب اخر هو ضعف التكوين السياسي في ظل انعدام مراكز التكوين وغياب استراتيجية واضحة لذلك لان المهاجر المغربي اما ثور كادح في ايطاليا او بقرة حلوب في المغرب وهذه هي منزلته التي وصلها اما ظلما اوجهلا اما عن الجيل الثاني في ايطاليا فهو ابن غير شرعي للدولة الايطالية وولد عاق بالنسبة للمغرب فحين يحمل جنسية البلد الذي نشا فيه فهو ابن عاق للمغرب الذي نسي شمسه وترابه التي حرقت والده اما اذا حمل جنسية وطن ابائه فهو ناكر للجميل لكل تلك المجهودات والاموال التي صرفت من اجله في دولة التى سقط فيها راسه لذلك فمشاكل مغاربة ايطاليا والعالم تتلخص ببساطة بفقدان الحب الحقيقي من وطنه الذي ولد فيه ومن وطن الاباء والاجداد لانه لو كان هناك محبة حقيقية فاننا سنحل كل المشاكل التي يعرفها القاصي والداني
يوسف بوجوال
كاتب صحافي مختص في شؤون الهجرة