جدد قانون المالية الأمريكي لسنة 2016، الذي صادق عليه الكونغرس، ووقعه الجمعة، الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، التأكيد مرة أخرى على أن المساعدة الأمريكية المخصصة للمغرب ينبغي أن تشمل كافة التراب الوطني، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية.
وفي تقريره التشريعي، جدد الكونغرس بغرفتيه، الدعم القوي والقاطع للحزبين الجمهوري والديمقراطي، للسياسة الأمريكية السارية منذ زمن بعيد، والداعية إلى حل تفاوضي لقضية الصحراء، بناء على مخطط الحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية، داعيا القطاع الخاص الأمريكي إلى الاستثمار في الأقاليم الجنوبية.
وينص هذا التقرير بوضوح على أن الأموال المخصصة لمساعدة المغرب يتعين أن تكون "متاحة" أيضا لفائدة الأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أن الكونغرس الأمريكي "لا يزال يعبر عن قلقه إزاء عدم التوصل إلى حل لنزاع الصحراء، وإزاء وضعية سكان مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر".
ودعا الكونغرس، في هذا الصدد، "كاتب الدولة الأمريكي (جون كيري) إلى العمل في اتجاه التوصل إلى حل متفاوض بشأنه لهذا النزاع، وذلك تماشيا مع السياسة الأمريكية التي تدعم حلا يرتكز على المخطط المغربي للحكم الذاتي"، مؤكدا أن هذه الجهود الدبلوماسية المكثفة ستقود بطبيعتها نحو "حل واقعي لهذا النزاع الذي طال أمده، وإلى إنهاء مهمة البعثة الأممية المتواجدة منذ أزيد من عقدين من الزمن."
كما دعا الإدارة إلى تشجيع القطاع الخاص الأمريكي على الاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وذكر بأن مخطط الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، والذي حظي بدعم ثلاث إدارات أمريكية متتالية، ابتداء من إدارة بيل كلينتون إلى إدارة باراك أوباما مرورا بإدارة جورج دبليو بوش، يتمتع أيضا بدعم الكونغرس الأمريكي بغرفتيه.
وفي البلاغ المشترك، الذي توج أشغال لقاء القمة بالبيت الأبيض، في نونبر 2013، بين الملك محمد السادس، والرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أكد القائدان، مجددا، "تشبثهما المشترك بتحسين ظروف عيش ساكنة الصحراء".
واستثمر المغرب، على مدى العقود الأخيرة، مليارات الدولارات لتحقيق التنمية السوسيو اقتصادية بالأقاليم الجنوبية، كما أطلق مشروع الجهوية المتقدمة من أجل منح سلطات أكبر للمؤسسات المحلية والجهوية عبر مجموع التراب الوطني، بما في ذلك الاقاليم الجنوبية.
وفي خطابه للأمة بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، أعلن الملك عن سلسلة من المشاريع التنموية الجديدة الرامية إلى تعزيز تقدم الأقاليم الجنوبية، وتعزيز إشعاعها كقاعدة مركزية للتجارة والاستثمارات بإفريقيا، لاسيما من خلال تعزيز شبكة الطرق والنقل الجوي لتأمين الربط مع الوجهات الإفريقية.
كما أن الملك أعلن عن بناء خط للسكة الحديدية، من طنجة إلى لكويرة، لربط المغرب مع باقي القارة الإفريقية، وعن قرب إحداث صندوق للتنمية الاقتصادية، الذي سيساهم في تطوير النسيج الاقتصادي، ودعم المقاولات والاقتصاد الاجتماعي، وتوفير الدخل القار وفرص الشغل، خاصة لفائدة الشباب.
وأكد الخبير الأمريكي في الشؤون التشريعية، جوردان بول، في تعليقه على المصادقة على قانون المالية الأمريكي، أن "المملكة المغربية وضعت كرامة وصالح الصحراويين في صلب أولوياتها".
وأعرب عن سعادته، في هذا الصدد، للدعم الذي تقدمه الحكومة الأمريكية إلى "حليفنا الأكثر وثوقا بالمنطقة على جهوده الرامية إلى تحقيق تنمية شاملة في الأقاليم الجنوبية".