يحتل المغرب المرتبة الاولى من بين عشر دول مصدر للمهاجريين الغيرنظاميين وقد كشفت الإحصائيات الرسمية لوزارة الداخلية الإيطالية (فيمينالي)في 20يوليوزالماضي أن إيطاليا استقبلت بصفة يومية خلال الشهر الماضي حوالي 43 مهاجرا مغربيا غير نظاميا تم إنقاذهم في عرض المتوسط وهم يحاولون الوصول إلى الشواطئ الإيطالية وقد يواجه المهاجريين المغاربة خطر الموت وذلك لانسحاب النظمات الغير حكومية التي تعنى بانقاذ المهاجريين على سواحل البحر الابيض المتوسط ويبدو ان الوضع مرشح للزيادة وان مشكل الهجرة الغير نظامية سيبقى من المشاكل المستعصية سواءبالنسبة لبلد الاستقبال ناهيك عن بلد العبور وحسب نفس الاحصائيات فانه عدد المهاجرين المغاربة غير النظاميين اللذين تم انقاذهم في عرض البحر منذ بداية السنة الجارية وصل إلى 4592 مهاجرا منهم 858 وصل خلال الشهر الماضي فقط.
والسؤال المطروح لماذا يتربع المغاربة عرش الفارين من بلدهم بل ويتفوقون على الشعوب التي تتعرض دولهم للحروب والكوارث كسوريا والعراق وافغانستان وغيرها هذا هو السؤال الذي لايمكن ان تجد له اجابة شافية بقدر مايمكن دراسةالظاهرة واستنتاج بعض المعطيات التي يمكنها ان تساعد على ذلك
احفاد ابن بطوطة هناك نظرية يمكن ان تساعد في فهم الظاهرة وهي الرحالة المغربي ابن بطوطة وذلك يمكنه ان يكون الارث الذي ورثه المغاربة من سلفهم الصالح حيث اشتهر المغاربة بالسفر الى المشرق لطلب العلم والحج غير ان هذه النظرية تبقى قاصرة وذلك لاختلاف الاهداف فطلب العلم والحج كان ومازال شرف المسلم لكن في الواقع فان المغاربة اليوم يهاجرون لطلب الخبز الذي عز عليهم في وطنهم اذن فان الوضع في المغرب على الرغم من القفزة النوعية التي طالما صفقنا لها هو كارثي بمعنى الكلمة حيث اصبحنا من ارخص الشعوب لاننا نعيش في دولة مستقرة ومع ذلك يهاجراغلب سكانها الى الخارج على الرغم من عناء السفر الذي في الغالب مايقود الى الموت غرقا وهذا يعتبر مؤشرا خطيرا معناه ان كل من فلت من جحيم الموت فهو يحمل روحه على كثفه وبالطبع فهو مستعد الى كل شيء من اجل الحياة حتى وان كان الانضمام الى المجموعات المتطرفة
بالاضافة الى ماسبق وان اشرنا اليه فان توغل الراسمالية في المغرب و غلاء المعيشة يجعل مواكبة المواطن البسيط الوضع من المستحيلات لذلك فان المغرب يعرف اندثارا للطبقة المتوسطة اي ان هناك طبقتين لاثالث لهماالاغنياء والفقراء ولان الوضع العام في المغرب لم تستطع الاحزاب السياسية والنقابات تاطيره اصبح الارتجال يسوده مما ادى الى انقراض بعض القيم الاخلاقية التي كانت تميزنا وكانت تجعل للحياة قيمة رغم صعوبتها منها التكافل الاجتماعي والتعاون والتراحم فبانعدام هذه القيم من المغرب اصبح كغابة الغلبة فيها للاقوى وعلى الضعيف المغادرة الطوعية او غير الطوعية الى الخارج
يوسف بوجوال
كاتب صحافي مختص في شؤون الهجرة