اعتقال سعيد شعو بين المكاسب الديبلوماسية والخسائر الديمقراطية

انتصار كبيرللديبلوماسية المغربية على المستوى الدولي ذلك الذي عبر عليه بالواضح اعتقال السلطات الهولندية لسعيد شعو بعد الحاح من السلطات المغربية ومماطلة من طرف هولاندا لكن في الاخير رضخت هولاندا للمطالب المغربية وبالفعل ثم اعتقال سعيد شعووالذي يتعارف على انه بارون مخدرات مطلوب لذى العدالة المغربية بعدة تهم منها تجارة المخدرات واشعال نار الفتنة فيما يصطلح عليه بحراك الريف ويبدو ان حجم التهم الثقيلة التي تساقطت على راس سعيد شعو جعلته صيدا ثمينا طالما تطلعت له السلطات المغربية وذلك للحد من نفوذ الخارجين على القانون المقيمين خارج المغرب وتحيلنا هذه القضية الى قضايا متفرعة  عنها مثل مافعل  مواطنون مغاربة مقيميين  بالخارج من احراق علم المغرب وتمزيق  جوازات السفر المغربية وهذه بالطبع من الامور الذي يجب ان يوجد لها مخارج قانوية تجرمها اذن فالمغرب كسب معركة ديبلوماسية غاية في الاهمية وذلك لكونه اقتلع سعيد شعو من الاحضان الدافئة لهولاندا الشديدة البرودةوفي الاخير لم تشكل هولاندا الدعم الكافي لمواطن يفترض انه مغربي ومتهم بالعديد من القضايا اقلها اشعال الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب المغربي وبالطبع فان المتهم بريء حتى تتبث  اذانته لذلك سننتظر من القضاء المغربي ان يبين انه في حجم الثقل السياسي الذي اصبح يحرزه  وهذه ضربة موجعة لكل من اعتقد ان يد القانون المغربي لن تصل اليه لانه قطع البحر وجفت قدماه كما انه احتمى ببلاد تدعي انها تحمي مواطنيها او المقيمين بها مسالة اخرى يجب الالتفات لها وهي ان هذا المكسب المغربي يجب استثماره  وذلك من اجل تمتيع سعيد شعو بمحاكمة عادلة وذلك لكي لايكون للسيف سلطان على كل من شق عصا الطاعة للمملكة المغربية لنفرق بين ماهو حق تكفله الديمقراطية الحديثة وذلك لكي لانخلط بين الديمقراطية والعبثية ولكي لايكون للدولة سياسة انتقامية لكن من حاول الحراك من اجل التغيير ضد الفساد  لذلك فان المرحلة القادمة يجب على المغرب ان يلعب على الاضلاع الثلاثة للمثلث اولها استثمارانتصاره الديبلوماسي في اعتقال سعيد شعو وهو انتصار يبدو ان الناس لم تلقي له بالاولكن اهميته ان دول كثيرة وعلى راسها جمهورية مصر العربية عجزت تماما في تسلم اي احد من قوائمها الحبلى بالاسماء لذلك يجب ان تراعى هذه المسالة

ثانيا ان يضمن القانون محاكمة سعيد شعو محاكمة عادلة وشفافة ويتحرك من خلالها القانون وحده وليست الحسابات الايديولوجية

ثالثا تحصين المملكة ممن يستغلون نفوذهم المالي او السياسي او جنسية بلد اروبي  في الخارج ويحاولون الاسائة الى المملكة

يوسف بوجوال

كاتب صحافي مختص بشؤون الهجرة