وقد وجهت الساكنة نداءعاجلا من أجل إنقاذها من الظروف المأساوية التي تعيشها، ودعت إلى إلغاء كافة مظاهرالاحتفالات التي تنظمها البوليساريو، ودعت لوقف زيارات الوفود الأجنبية إلىالمخيمات إلى حين تجاوز الأزمة، نظرا لما تكلفه تلك الزيارات من مصاريف وما تستهلكهمن مياه على حساب احتياجات ساكنة المخيمات، حيث توفر لتلك التظاهرات والذكرياتصهاريج ضخمة من المياه، في حين لم تلب طلبيات صهاريج المياه لدوائر المخيمات لأزيدمن شهرين، وحتى من حالفها الحظ بعد مرور شهرين من الانتظار تم تزويدها بالماءالمالح على غرار "امكالة ' و "المحبس"، رغم أن منظمة غوث اللاجئينومنظمة "سولي " وغيرهما وفرت احدث الأجهزة والمعدات لتصفية المياه، وسعتمع باقي المنظمات المانحة إلى توفير نسب كافية من المياه، إلا أن مياه المخيماتتباع من طرف قيادة البوليساريو أو توجه لسقي الابل والمواشي الخاصة بالقيادة.
وقد حصل منتدى فورساتين على معلومات وأرقام حصرية توضح حجمالكارثة التي تعيشها المخيمات نفصلها فيما يلي:
- نفاذ مخزون الامان من المواد الغذائية الأساسيةالموجهة للصحراويين الأكثر هشاشة خاصة مادتي السكر والأرز، وبدأ في النفاذ بالنسبةللمواد الغذائية الأخرى، وقد اضطر برنامج الغذاء العالمي لتقليص الحصص الغذائيةالشهرية التي يوفرها بنسبة 20 في المائة لشهر ماي الحالي، وسيلجأ الى مزيد منالتقليص في شهر يونيو القادم، واذا لم يحصل على مساهمات من البلدان المانحة فيأقرب وقت ممكن فلن يتمكن من الوفاء بالتزاماته للنصف الثاني من سنة 2017م، وهو مايزيد من تفاقم الوضع الانساني بالمخيمات.
- المواد العلاجية الخاصة بمكافحة سوء التغذيةوفقرالدم قد نفذت هي الأخرى وهو ما سيعرض حياة أكثر من 22000 من الأطفالوالنساء المصابين بسوء التغذية وفقر الدم بالخطر، وفي نفس الوقت فان مشروع الخضرالموجه لساكنة المخيمات قد تقلص بنسبة 70 في المائة نظرا لعدم افراج المديريةالعامة الأوربية الى حد الآن عن مساهمتها في هذا البرنامج الحيوي لسنة 2017م.
- يتزامن حدوث هذه الأزمة الغذائية الحادة مع اقترابدخول شهر رمضان وارتفاع درجات الحرارة وهو ما سيكون له انعكاس خطير على صحة الآلافمن النساء والأطفال والشيوخ من بين هؤلاء اللاجئين.
- مجلس الأمن قد ناشد البلدان المانحين في توصيتهلشهر أبريل الماضي لتقديم المزيد من المساهمات وعدم تقليص الحصص الغذائية التيتقدمها، كما أن برنامج الغذاء العالمي قد دق ناقوس الخطر ودعى البلدان المانحينالى توفير ما يقدر بمبلغ 7.9 مليون دولار لتوفير الحد الأدنى من الاحتياجاتالغذائية للاجئين الصحراويين للنصف الثاني من هذه السنة.
وتبقى كل التدابير والإجراءات التي قد تباشرها المنظمات والهيئاتالانسانية الدولية في سبيل تجاوز الازمة الانسانية بالمخيمات، غيرذات جدوى ولاقيمة لها ، ما لم تخضع لرقابة دولية صارمة تلغي أي تدخل كيفما كان لقيادةالبوليساريو في تلك المساعدات التي تتخذها مطية للكسب غير المشروع ومراكمة الثروات،واستغلال آلاف العائلات الصحراوية المستضعفة من أجل كسب ولائها والتحكم فيتوجهاتها، ولي ذراعها في سبيل تحقيق أغراض سياسية تدعم أطروحتها البالية.