نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية واسعة الانتشار، مقالا حمل توقيع حسناء المارودي، وهي صحافية هولندية من أصول مغربية، حكت فيه عن الفوارق بين حياة والديها في المغرب خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي، وبين الحياة في المملكة في الوقت الراهن.
وأوردت الصحافية، وهي من مواليد 1985، أنها لما تطلع على صورة والديها وهما يسيران في شوارع الرباط، حيث كان والدها شابا وسيما بشارب قوي، وبمعيته والدتها التي كانت ترتدي ثوبا قصيرا ملونا، وتقارن ذلك بالواقع الحالي، تدرك أن "المغرب وقع تحت انتشار النزعة المحافظة".
ورسمت الصحيفة الألمانية ذاتها صورة سوداء عن شوارع المغرب، وقالت إنها فضاءات عمومية يسيطر عليها الرجال بشكل طاغ، بينما النساء يقعن فريسة هيمنتهم وتصرفاتهم الجنسية المنحرفة، مشيرة إلى أن البلاد تعيش تحت النزعة المحافظة، لكنها تعاني أيضا من إغراءات الغرب.
وللدلالة على أن شوارع المغرب تتعرض لسيطرة من طرف الرجل، وأن المرأة تعاني من التمييز، أفادت الصحافية بأنها تعرف نساء هولنديات من أصل مغربي يسافرن إلى المغرب للسياحة أو للعمل، فيضطررن إلى حمل خاتم "وهمي" للزواج، قصد الإفلات من أيادي ونظرات الرجال المتحرشين.
واستطردت الصحافية أنها إذا كانت في عطلة بالمغرب، تدرب نفسها على الاستعداد لسباقات ومواجهات عديدة ضد أعين وأيادي الرجال التي تسعى إلى التحرش الجنسي، حتى لو كانت فقط تريد الحصول على الخبز في أقرب متجر بالكاد يوجد على بعد 50 مترا من منزل والديها.
وبعد أن أكدت الكاتبة أن الرجال المتحرشين يفلحون بسهولة في تحويل رحلة تسوق للمرأة في محلات تجارية إلى رحلة هروب من أي اعتداء جنسي، وكيف أنها رفقة صديقتها الشقراء يبحثان عن مسافة من الرجال المعتدين في شوارع مراكش الضيقة، شددت على أنه يتعين سن تربية جنسية للمغاربة.
وأكملت الصحيفة أن قلة قليلة من الرجال في المغرب يشعرون بالذنب عند مضايقة النساء والتحرش بهن بطرق مخالفة، قبل أن تستدرك بأنه مثلما ليس كل مشجع لكرة القدم "همجيا ومشاغبا"، فإنه "ليس كل الرجال في المغرب منحرفون جنسيا"، مضيفة أنه "إذا لم يتم التدخل يصعب حينها التمييز بين الرجال"، وفق تعبيرها