لم تهدا بعد الضجة من مواقع التواصل الاجتماعي التي حصل عليها الشريط الذي يوثق لشباب مغاربة تبدو على وجوههم ملامح السعادة وهم في عرض البحر غير ضامنين وصولهم الى اسبانيا لكن يكفيهم شرف المحاولة او الموت شهداء للظلم والقهر,السؤال المطروح مالذي يجعل المغاربة يحرصون على الهروب من المغرب ولو كلفهم ذلك التضحية بانفسهم او حتى الموت غرقا وهذا سؤال تبدو اجابته واضحة لكن على قدروضوحها تزداد غموضا ,والغريب في الامر والاغرب منه ان هناك حالة شبه اذمان في المغرب على التحليل للازمات التي يعيشها المغر ب وعلى قدر اراء بعض المحللين تتوه الحقيقة الواضحة للعيان كون المغرب لم يستطع ايجاد صيغة اجتماعية تشكل الجد الادني التي يمكن ان يتعايش الشعب من خلالها لذلك فالمضحك في الامر ان بعض من خولت له نفسه تحليل ظاهرة الهجرة السرية ان يحمل المسؤولية لبنكيران وحكومته لانها حسب قوله لم تنجح في الحد من البطالة ,وفي الواقع ان ظاهرة الهجرة السرية عندالمغاربة ليس وليدة اللحظة بل هي ظاهرة ممتدت الى بداية التسعينات وذلك تزامن مع اغلاق ايطاليا لحدودها وفرض تاشيرت السفر لكل من اراد الدخول اراضيها اما عن تزايداعداد المهاجرين الغير شرعيين, فمن الطبيعي ان تتزايد وبدون سبب مباشر اذا كانت كل اللاسباب تؤدي الى الرحيل لان النمو الديمعرافي تزايد بشكل كبير وان مشاكل المغرب تراوح مكانها ومن الصعب ان تقنع الجيل الجديد بان ينحي احتراما للفقر والذل لان نتائج انحائ من سبقوه كارثية بكل المقاييس ,ويبدو ان مسالة الهجرة السرية لايتم التعامل معها بالشكل اللائق لان الحل الامني غير كافي اطلاقا بل يجب الاشتغال على الحقل الاجتماعي والمالي يجب خلق الامل من جديد ولن يخلق الامل الابخلق فرص للشغل وللتطبيب وغيرها
في حقيقة الامر فان الابتسامة البادية على وجوه الشباب تعد الاكثر استفزازا للحكومة المغربية والتي ادركت بالواضح ان المغرب حيمنا يهجره ذويه لاياسف عليه احد,و في الغالب فان لااحد يتاسف لهؤلاء الشباب ,لكن في اقصى حد ستنتظرهم الدولة ليحملوا لها الغنائم من بلاد الاندلس بعد سنوات الهجرة
يوسف بوجوال
كاتب صحافي مختص في شىؤون الهجرة